ليس سراً أن الأشخاص الذين نشأوا وهم يتابعون الأفلام الأجنبية بشكل مستمر يكون لديهم عادة مستوى جيد في اللغات الأجنبية,
وخاصة في عمر مبكر، حيث أن الأفلام والمسلسلات الأجنبية هي مصادر رائعة لتعلم اللغات.
حتى يومنا هذا، يشاهد الأشخاص الأفلام الأجنبية بنسختها الأصلية ولكن مترجمة إلى لغتهم المحلية.
على عكس محبي الأفلام في البلدان الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا،
فإنهم معتادون على مشاهدة إصدارات مدبلجة من هذه الأفلام، مما يحرمهم من فرصة اكتساب لغة جديدة مثل نظرائهم في شمال أوروبا.
هناك العديد من الوسائل والطرق التي يمكنك استغلالها أثناء مشاهدتك للأفلام الأجنبية لتمكنك من تعلّم أو تعليم لغة انجليزية جديدة.
كما أنك ستتعرف على استخدام تقنية تسجيل الحوار من الأفلام لتكرار التعبيرات والجمل التي جاءت فيها وممارستها.
ولكن كيف يمكننا تعلّم لغة جديدة باستخدام الأفلام؟
تساعدك مشاهدة الأفلام والاستماع بتركيز إلى المحادثة التي تدور بين الشخصيات في تحسين قدرتك على فهم اللغة الإنجليزية،
واكتساب عدداً كبيراً جداً من المفردات، وزيادة قدرتك على استخدام القواعد اللغوية الخاصة بهذه اللغة.
كما أنك ستكتشف فيما بعد مدى سلاسة استخدامك لهذه اللغة عند ممارستها، حيث أنك ستتعود على أي لغة أجنبية عند الاستمرار في استخدامها،
سواء بالاستماع إليها أو قراءتها.
أربع وسائل مهمة يمكنها أن تفيدك في تعلم لغة جديدة من الأفلام.
وجه قوة عقلك إلى الاستماع
تتكون معظم الأفلام في المقام الأول من الحوار، وهذا ما نريد التركيز عليه، لأنه يشبه إلى حد بعيد حالة إجراء محادثة حقيقية مع متحدث أصلي باللغة المراد تعلمها.
عند مشاهدة فيلم تحبه، لن تتمكن من التركيز على اللغة، لأن جزءاً كبيراً من الدماغ ينشغل بمعالجة الصور، لذلك ننصحك بمشاهدته مرة أخرى لغاية تعلم اللغة.
حيث أنه من المهم توجيه قوة عقلك إلى التركيز على الاستماع إلى الأجزاء المنطوقة، ما يسمح لك بالتركيز على العبارات والتعابير المستخدمة، وكذلك تسهيل تخزينها في ذاكرتك الدائمة.
عادة ما تكون مشاهد الأفلام الحركية أو الصامتة لا تحتوي على أي حوار،
لذا يمكنك اختصار فيلم مدته 90 دقيقة إلى 40 دقيقة من الحوار المفيد بعيداً عن الأجزاء التي لن تحقق هدفك.
استخدم الأجهزة الذكية لتعلم اللغات من الأفلام،
هناك بعض التقنيات التي يمكنك استعمالها، نذكر منها:
* يمكنك تحميل فيلماً أجنبياً من خلال الإنترنت على جهازك الذكي، ومشاهدته مبدئياً لفهم محتواه وطبيعته.
أما لتعلم اللغة منه، يجب عليك مشاهدته مرة أخرى، ولكن هذه المرة يجب عليك إيقاف الفيلم عند الجمل واستماعها لعدة مرات متتالية وتكرارها.
سيؤدي ذلك إلى تخزين هذه الجمل أو التعابير مع طريقة لفظها في ذاكرتك، ومع الممارسة سيصبح استخدام مثل هذه الجمل سهلاً عليك كلغتك الأم تقريباً.
من الأمثلة البسيطة على ذلك، يمكنك تحميل الفيلم المشهور “Home Alone” والاستماع إلى الحوار الذي يدور بين العائلة في المشاهد الأولية،
عندما تتحدث إحدى الشخصيات إلى الطفل البطل وتقول له: “Go and pack your suitcase”، يمكنك الوقوف عند هذه الجملة والاستماع إليها لأكثر من مرة كي تتدرب على طريقة لفظهم لحرف الـ “T” في مثل كلمة Suitcase.
استخدم هاتفك الذكي أثناء مشاهدتك للأفلام وسجل الحوار الذي يدور بين الشخصيات.
* اختر مشهداً حوارياً لم تفهمه من الفيلم،
إما بسبب تحدث الشخصيات بسرعة كبيرة، أو لأن الكلمات التي يستخدمونها ليست جزءاً من المفردات التي درستها بعد،
ثم استمع إلى هذا الحوار لعدد من المرات مع تكرار الجمل والعبارات المحكية في المشهد إلى أن تتقنها،
من الممكن أن ترى الأمر صعباً في البداية، ولكن يصبح ذلك مع الممارسة سهلاً .
اكتب المشهد الحواري الذي لم تفهمه بيدك.
عند استخدامك لهذه التقنية لديك خيارين:
الخيار الأول:
هو أن تذهب مباشرة إلى النص المكتوب باللغة المستهدفة في أسفل الفيلم – أي أن لا يكون الفيلم مترجماً إلى لغتك الأم، ثم اكتب الحوار.
بعد ذلك استعن بالقواميس الموثوقة عبر الانترنت مثل قاموس “المعاني” أو “Reverso”، وقم بترجمة الحوار إلى لغتك الأم.
لن تتخيل مدى الاستفادة التي ستحصل عليها من هذه الطريقة.
على الرغم من أنها تحتاج إلى جهد أكبر من التقنيتين السابقتين، ولكن نتائجها عظيمة.
الخيار الثاني:
هو أن تتحدى نفسك وأن تستمع بدقة للحوار.
مع محاولة كتابته دون اللجوء إلى النص المكتوب أسفل الفيلم،
إلى جانب محاولة تخمين ترجمة الحوار من خلال استيعابك للفيلم قبل التحقق من الترجمة.
قد يبدو هذا صعباً في البداية، ولكن النتائج طويلة المدى التي ستحصل عليها ستعطي تبريراً قوياً للجهد الذي ستبذله.
إنها طريقة مؤكدة لاختبار وتحسين مدى استيعابك للغة المستهدفة وكذلك قدرتك على تهجئة الكلمات التي تسمعها بشكل صحيح.
استخدم طريقة “كتابة الكلمات المفهومة”
هناك طريقة رائعة لاكتساب لغة جديدة من خلال مشاهدة الأفلام، وهي طريقة كتابة الكلمات المفهومة.
فأثناء مشاهدتك للأفلام أو المسلسلات الأجنبية، اكتب الكلمات الرئيسية أو المفردات الجديدة التي تستطيع أن تلتقطها، وبمجرد الانتهاء من المشاهدة،
انظر إلى قائمة الكلمات التي حصلت عليها ولخص بصوت عالٍ لبضع دقائق ما جاء في هذا المشهد للتو.
بالإضافة إلى مساعدتك على ممارسة مهاراتك في التحدث، مما يوفر فرصة لاستخدام الكلمات الجديدة التي تعلمتها وتذكرها بسهولة أكبر في المستقبل.
لا تجعل تعلّم لغة جديدة أمراً صعباً إذا كنت تشعر بصعوبة في استخدام الوسائل التي تم ذكرها سابقاً،
كما يمكنك استخدام الأفلام والمسلسلات الأجنبية كوسيلة مفيدة للحفاظ على مستواك الحالي في اللغة.
. على الرغم من أنه لا يمكنك تعلم لغة كاملة من خلال القيام بذلك، إلا أنها لا تزال سهلة الاستخدام،
لأنها تساعدك على بناء المهارات الثلاثة التالية:
الاعتياد على محاولة فهم واستيعاب الحوارات التي تدور في الأفلام،
حتى ولو كان هناك الكثير من الغموض، فهذا قد يساعدك على فهم الكلمات الغريبة.
اعتياد أذنيك على أصوات اللغة الانجليزية وطريقة لفظها. حفظ العبارات التي تتكرر كثيرًا.
وفي النهاية، لا يمكننا أن ننكر أهمية تعلم اللغات الأجنبية في عصرنا الحالي، فهو يعد كجواز السفر للأشخاص في العديد من المجالات سواء كانت المهنية أو الأكاديمية،
لذلك يجب على جميع الأفراد تعلم ولو لغة ثانية على الأقل إلى جانب لغته الأم، وعدم الاستسلام لفكرة صعوبة تعلم لغة جديدة أبداً.
اقرأ أيضاً: